يسعدني ويشرفني مشاركة الاستاذ يوسف الشويحاني بهذه التدوينة حول موضوع الاستفادة من الهاكرز.
يمكنكم قراءة التدوينة السابقة بنفس الموضوع على الرابط التالي هنا
=====
انتشر قديما المثل القائل ( رب أخ لك لم تلده أمك ) وربما علينا أن نقوم قليلا بتطوير هذا المثل بعد ظهور الشبكات الاجتماعية ليكون ( رب صديقٍ لك لم ترهُ عينك ) وهذا هو الحال بيني وبين أصدقاء كثر ظهروا لي في الشبكات الاجتماعية من بينهم الصديق الغالي متعب الضبيطي الذي خالفني الرأي حول الهكر عندما أثارها الصديق المتميز عبدالله الباحث .
أخي الغالي ..لقد قلت أن الهكر مجرم حتى يصحح وضعه ويبقى تحت الملاحظة أيضا . ودار بيننا حوار جميل أعجبني فيه دماثة خلقك وروعة أناملك . لكنني لا أزال أختلف معك تماما عن ما قلته لأنك قلبت القواعد الشرعية والمفاهيم القانونية رأسا على عقب فالقواعد الشرعية والقانونية تؤكد أن ( المتهم بريء حتى تثبت إدانته ) كما أن ( الأصل هو براءة الذمة ) بينما جعلت أنت أن الأصل تجريم الهكر .
الهكر بمفهومة الحقيقي هو شخص ( مخترق ) ولم يصل إلى هذا الاختراق إلا عن طريق دراسة لغات برمجية وأمن معلومات وشبكات .
وقد سجل لنا التاريخ التقني العديد والعديد من الهكر الذين كانت مواقفهم مشرفة طوال حياتهم المهنية مع من ينتمون إليه بإخلاص ، وإن كان يراهم آخرون عارا ونقطة سوداء ، ولكن ذلك لا يضيرهم فكثير من المهن يعيبها أعدائها . كضباط الاستخبارات الذين يخدمون بلدهم قد يسميهم البعض في البلدان الأخرى ( جواسيس ) ، وكلٌ يرى من زاويته .
كما أننا لا ننكر إطلاقا أن ثمة أناس من الهكر وظفوا هذه الوظيفة بأفعال مشينة وأساليب مخزية وهم الهكر الذين أطلق عليهم مصطلح ( هكر ذوي القبعات السوداء ) أو ( الرمادية ) وهي مصطلحات تقنية معروفة لكن هولاء لا يعمم عليهم سائر الهكر . فمن الأطباء من يخون مهنته ليسرق الأعضاء أو يجهض الحمل أو يرقع البكارة ولا يعيب ذلك مهنة الطب . ومن العسكريين من يخون مهنته ليسرب المعلومات أو يثير الفتن ، أو يستغل منصبه ولكنه لن يعيب مهنة الأمن وهكذا .
أما من قال أن الغرب لا يخدم الهكر ولا يدعمهم فربما أنني لا أتفق معه إطلاقا والدليل على ذلك تلك المؤسسات العلمية التي تصدر شهادات دولية بسميات الهكر مثل CEH ، والمعاهد الدولية التي تقدم خدمات خاصة للهكر مثل SANS . والمؤلفات الجبارة التي تقدمها شركات كثيرة . بالإضافة إلى
رعاية المؤسسات الحكومية والأهلية للعديد من الهكر ولا أقرب من ذلك بقصة كيفن ميتنك ، وجون مادلين ، وجميعهم لا يزالون أحياء حتى اليوم .
في الوقت الذي نشاهد فيه العديد من الحكومات العربية تستقطب الهكر لهدف عقوبتهم فقط دون أن يكون لديها أي مشروع لرعايتهم وتوجيههم واستخدامهم في ما يخدم دينهم ووطنهم . بل أن مجرد اسم ( أمن معلومات ) هي دورات غير مصرحة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالسعودية !!
وأخيرا … الهكر منشأه شخص صالح محترف وقد يشذ منهم أشخاص يمارسون أعمالا فاسدة ولكن ليس الكل . ويجب أن نفرق جيدا بين الهكر وبين أولئك الصعاليك ( الكراكرز ) فهم مجرد مخربين أكثر ما نشبههم بـ ( اللصوص ) .