السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

في يوم الأحد 6 اكتوبر كانت لي مداخلة هاتفية في برنامج المرصد على قناة الاقتصادية السعودية، وكانت المداخلة حول موضوع ” خسائر الجرائم المعلوماتية ” كانت مداخلتي تحت هذا العنوان في المحاور التالية :

 

الأهمية 

تكمن أهمية هذا الموضوع والتركيز عليه حينما نشاهد ونلاحظ الاستخدام المتزايد والانتشار الواسع لاستخدام الانترنت في المملكةالعربية السعودية، حيث بلغت آخر احصائية لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات 14 مليون مستخدم في المملكة، يأتي هذا الانتشار نتيجة تنوع وسهولة الاستخدام، فقد كان الاستخدام قبل سنوات مقتصرا على اجهزة الحاسب والاجهزة المحمولة، ومن ثم تنوعت الوسائل حتى اصبح الاستخدام بين يدين كل مستخدم من خلال اجهزة الجوال والحاسبات اللوحية، مما سهل الاستخدام في ظل قلة المعرفة بالمخاطر.

وتنبع ايضا اهمية هذا الموضوع حينما نشاهد الأرقام تتحدث ضمن التقارير السنوية للجهات البحثية العالمية،

حيث صنف تقرير كاسبر سباي المملكة العربية السعودية ضمن تصنيف ” عالي المخاطر ” في مجال التعرض للتهديدات والمخاطر المتعلقة بالاتصالات وتقنية المعلومات والشبكات المعلوماتية.

وفي عام 2010 ذكر تقرير سيمانتيك المختص ان خسائر الجرائم المعلوماتية في العالم تقدر بحوالي 144 مليار دولار سنويا

وفي 2011 ذكر تقرير نورتن المختص ان عدد البالغين الذين تعرضوا لهجمات وتهديدات ومخاطر عن طريق الانترنت يقدر عددهم بـ 431 مليوم شخص حول العالم

وفي 2011 ذكر تقرير آخر لـ نورتن ان خسائر الانترنت والجرائم المعلوماتية وصلت إلى 388 مليار دولار حول العالم والذي يعتبر رقما كبيرا حيث تجاوزت قيمة الخسائر قيمة تجارة المخدرات والحشيش في السوق السوداء والذي بلغت 280 مليار دولار سنويا

وفي 2012 ذكرت احصائيات ان 850 مليون دولار هي خسائر دول الخليج جراء الجرائم المعلوماتية

وفي 2013 ذكرت الاحصائيات ان مبلغ الخسائر في دول الخليج تجاوز الـ 900 مليوم دولار  حتى وقت اعداد التقرير

وكشفت سيمانتيك في تقريرها الدوري مؤخرا هذه السنة 2013 ان خساشر الجرائم المعلوماتية في المملكة العربية السعودية بلغت حوالي 527 مليون دولار

 

كل هذه الارقام تُنبئ بخطر وتُعطي دلائل معينة على صُنّاع القرار اخذها بعين الاعتبار والتحرك لها.

 

وبالنسبة للاسباب التي اوصلت الارقام إلى هذا المستوى تكلمت حينها عن :

– القوانين والتشريعات الغير مفعلة بمعنى الكلمة

في عام 1428 اصدر قانون الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية، ولكن للاسف ظل حيناً من الدهر لم يُفعّل ولم يؤخذ بعين الاعتبار، وفي احيان اخرى طُبّق على البعض دون الآخر، القوانين بحد ذاتها جيدة رغم وجود بعض النواقص فيها إلا انها تفي بالغرض وهو ردع الجريمة ومحاربتها وتقليل آثارها، ولكن عدم تطبيقها فعليا كان سببا في عدم تطبيقها او تطبيقها بشكل جزئي.

 

– عدم وجود توعية في هذا المجال 

التوعية ليست مقصورة على جهات دون أخرى، وليست مقصورة على المختصين دون غيرهم، فقد اصبح الآن لدينا مستخديم من كبار السن وصغار السن والمراهقين والمتعلمين، فلايمكن احتواء هذا التوسع من خلال جهة او مجموعة دون تكاتف الجهات أجمع،

فوزارة التربية والتعليم معنية بتثقيف وتوعية الطلبة في سنواتهم الأولى، فالجميع الآن تقريبا يملك جهاز iPod او هاتف جوال في هذا الزمان، ويحتاجون إلى تثقيف وتوعية بالأضرار وعدم الاستهانة ببعض المسائل

وزارة التعليم العالي متمثلة بالجامعات مقصرة تقصيرا شديدا في هذا المجال، واصبح الجهد هو جهد انشطة لا صفية من قبل بعض الطلبة في سبيل التوعية ونقل المعرفة او من خلال شركات تسويقية .

وزارة الاتصالات، من خلال توجيهها لشركات الاتصالات المختلفة بالقيام بتوعية المستخدمين من خلال حملات توعية تستمر فترة طويلة تنقذ من خلالها المستخدمين من كل المخاطر التي تواجههم

مؤسسة النقد، متمثلة في هذا الموضوع من خلال البنوك السعودية المختلفة من خلال توعية المستخدمين، نعم قامت قبل فترة البنوك السعودية بالتعاون مع هيئة الاصتالات وتقنية المعلومات بتثقيف المستخدمين بحملة مرتاح البال وحملة سبقتها ولكنها كانت مقصورة ببعض البوسترات في نطاق ضيق جدا .

وزارة الاعلام، فهي النافذة التوعوية والمؤثر الاول والشديد على المواطنين ويمكن من خلالها تسليط الضوء على هذا الموضوع .

وزارة الداخلية، بالاشراف على كل هذهه الجهات، نعم، فالموضوع اصبح موضوع أمني ومن خلال العمل والاتصالات المتكررة من بعض المتصلين وجدنا تهديدات كثيرة بالقتل والابتزاز والسرقة والسلب والنهب، فالداخلية معنية بتفعيل هذا الموضوع عاجلا لتفادي اي مشاكل لا يمكن احتوائها مستقبلا.

جميع الجهات، من خلال تثقيف موظفيها ببرامج توعوية مستمرة ومن خلال تطوير سياسات واجراءات ادارية مختصة في امن المعلومات والسيطرة على اي تسريب او استهانة بالتصريح باي معلومات قد تبدو بلا مقابل او بلا قيمة ولكنها تعني الكثير للوطن.

 

– الاستهانة من قبل المستخدمين 

كثيرا ما نسمع من البعض ( لماذا اضع كلمة مرور طويلة لبريدي ؟ فأنا لا أملك شي !! ) وكذلك ينطبق الحال على اجهزة الجوال، فالاستهانة بهذا الموضوع من قبل المستخدم يُعطي اشارة واضحة إلى قلة الوعي والمعرفة تجاه هذا الموضوع.

لا يعني ابدا قلة التوعية من الجهات المختلفة ان المستخدم يسلم الامر ويكون هو ايضا بعيد عن التوعية وتثقيف نفسه ، فالمواضيع اصبحت الان والسبل وطرق تفادي المشاكل والجرائم المعلوماتية اصبحت كثيرة، بخطوات واضحة وسلسة.

ونلاحظ كثيرا الان ايضا ان البعض يقلل من اهمية تحميل برامج اصلية وغير ( مكركه ) او مسروقة وخاصة لانظمة الحماية . وهذه اشارة واضحة إلى قلة الوعي المنتشر في الفترة الاخيرة .

 

 

وضحت ايضا بعض المعلومات وبعض التساؤل الذي قد يُطرح بأن الخسائر قد تبدو كثيرة جدا اذ تمثل المملكة العربية السعودية اكثر من 55% من خسار الخليج كاملة، وهنا بينت كما بين تقرير سمانتيك وبعض التقارير والدراسات الاخرى ان الخسائر هي الخسائر المالية المباشرة والغير مباشرة من خلال العمل لوقت اضافي للجهات المعنية وخسائر العمل على تجديد وتحديث تطبيقات معينة، وخسائر سمعة، وخسائر الجهد.

 

في النهاية،

الموضوع شائك ومؤرق، ويحتاج إلى عمل وجهد في اسرع وقت، فالازمة يمكن ان تُحتوى الآن ولكن قد يصعب التحكم بها مستقبلا نتيجة الانتشار الواسع في الاستخدام.

 

 

دمتم بخير